متحرك

السبت، 19 أبريل 2008

الاستعارة

بقلم الأستاذة: مليكة حفان
تقديم:
الغرض من البلاغة بصفة عامة، والبيان بصفة خاصة، حسن الدلالة على المعاني، وتصويرها تصويرا فنيا، ومعرفة المبتكر منها والمشاع، والخاص منها والعامي. والاستعارة أحد أساليب علم البيان التي تفتح أمام الأدباء سبل القول وتتيح لهم قدرا من التصرف في التعبير عن المعاني، وذلك لا يتأتى بالدلالة الوضعية للألفاظ. فالألفاظ على الرغم من كثرتها تعد محدودة، ولا تستطيع الإلمام بالمعاني المتزايدة والمستجدة، وتصوير كل ما يختلج في نفس المبدع من أحاسيس ومشاعر.
1- مفهوم الاستعارة:
في اللغة:
الاستعارة في اللغة طلب الشيء عارية، يقال استعار الكتاب أي طلبه، يقول ابن الأثير (تـ 637) إنما سمي هذا القسم من الكلام استعارة لأن الأصل في الاستعارة المجازية، مأخوذ من العارية الحقيقية التي هي ضرب من المعاملة، وهي أن يستعير بعض الناس من بعض شيئا من الأشياء، ولا تقع ذلك إلا من شخصين بينهما سبب معرفة ما يقتضي استعارة أحدهما من الآخر شيئا، وهذا الحكم جار في استعارة الألفاظ بعضها من بعض، فالمشاركة بين اللفظين في نقل المعنى من أحدهما إلى الآخر، كالمعرفة بين الشخصين في نقل الشيء المستعار من أحدهما إلى الآخر" ابن الأثير ، المثل السائر: 1/365).
ب – في الاصطلاح: "الاستعارة تسمية الشيء باسم غيره إذا قام مقامه" (الجاحظ، البيان والتبين: 1/153) ويعرفها القاضي الجرجاني بقوله "الاستعارة ما اكفي فيها بالاسم المستعار عن الأصل، ونقلت العبارة فجعلت مكان غيرها، وملاكها تقريب الشبه، ومناسبة المستعار له للمستعار منه، وامتزاج اللفظ بالمعنى حتى لا يوجد بينهما منافرة، ولا يتبين في أحدهما إعراض عن الآخر" (الجرجاني، الوساطة، ص: 41). وهي عند عبد القاهر الجرجاني "أن تريد تشبيه الشيء بالشيء، فتدع أن تفصح بالتشبيه، وتجيء إلى اسم المشبه وتجريه عليه، تريد أن تقول: رأيت رجلا هو كالأسد في شجاعته، وقوة بطشه سواء، فتدع ذلك وتقول: رأيت أسدا " (دلائل الإعجاز: 106) فالاستعارة حسب هذه التعريفات في الاصطلاح هي: استعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة بين المعنى الأصلي، والمعنى المجازي، مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي. فإذا قلت مثلا:(رأيت ظبية )كان لفظ الظبي في الوضع علما على الحيوان المعروف، لكن الشاعر أو الخطيب يأتي فيأخذ هذا اللفظ ويعبر بعه عن فتاة جميلة، وهو من أجل أن يتم له ذلك من غير لبس، لا بد أن يأتي بقرينة من لفظ، أو شاهد حال، على أنه أراد بهذا اللفظ غير معناه الذي وضع له في اللغة، ونقل اللفظ إلى المعنى الثاني، إنما يتم على سبيل العارية. وقد خلط غير واحد من علماء البلاغة بين الاستعارة والتشبيه، فجعلوا بعض التشبيهات استعارات كما فعل أبو هلال العسكري ويحيى العلوي، حيث اعتبرا أن كل تشبيه حذفت منه الأداة فهو استعارة، لأن التشبيه في نظرهم إنما يتميز بالأداة، وقد اعترض على ذلك القاضي الجرجاني في كتابه" الوساطة" قائلا: "وربما من هذا الباب ما يظنه الناس استعارة، وهو تشبيه أو مثل، فقد رأيت بعض أهل الأدب ذكر أنواعا من الاستعارة عد فيها قول أبي نواس:
فَالحُبُّ ظَهرٌ أَنتَ راكِبُهُ *** فَإِذا صَرَفتَ عِنانَهُ اِنصَرَفا
ولست أرى هذا وما أشبهه استعارة، وإنما معنى البيت، أن الحب مثل ظهر، أو الحب كظهر تديره كيف شئت إذا ملكت عنانه، فهو إما ضرب مَثَل أو تشبيه شيء بشيء، وإنما الاستعارة ما اكتفي فيها بالاسم المستعار عن الأصل، ونقلت العبارة فجعلت في مكان غيرها، وملاكها تقريب الشبه، ومناسبة المستعار له منه، وامتزاج اللفظ بالمعنى، حتى لا يوجد بينهما منافرة، ولا يتبين في أحدهما إعراض عن الآخر" (الوساطة: ص:40).
الحاصل إذن، أن كل مجاز بني على التشبيه، بدون أداة ووجه الشبه يسمى استعارة، وإذا كنا نطلق على الاستعارة اسم التشبيه، فلأنها تقوم عليه، وهو أساس فيها، لكن لا يطلق على التشبيه اسم استعارة.
2 - أركان الاستعارة:
للاستعارة أركان ثلاثة:
أولا: المستعار منه وهو المشبه به.
ثانيا: المستعار له وهو المشبه.
ثالثا: المستعار وهو اللفظ المنقول.

أما الركن الأول والثاني، فهما طرفا الاستعارة، ولا بد أن يحذف أحدهما، إلى جانب وجه الشبه والأداة، حتى يصبح التشبيه استعارة.
3 - أقسام الاستعارة وأنواعها:
يعتبر عبد القاهر الجرجاني أول من قسم الاستعارة إلى قسمين: مفيدة وغير مفيدة. فالمفيدة عنده ما كان لنقلها فائدة. وغير المفيدة: ما لا يكون لها فائدة في النقل، وموضعها حيث يكون " اختصاص الاسم بما وضع له، من طرق أريد به التوسع في أوضاع اللغة، والتنوق في مراعاة دقائق فروق في المعاني المدلول عليها" (أسرار البلاغة ص:36). بيان ذلك أن العرب كانوا يتوسعون في كلا مهم، ويضعون للعضو الواحد أسماء مختلفة حسب الحيوان الذي يوجد فيه هذا العضو، فالشفة في الإنسان، وفي البعير (مشفر)، وفي الفرس (جعقلة). ونقل هذا الاسم أو ذاك من مسماه إلى مسمى آخر لا يفيد معنى زائدا عن استخدامنا للمسمى الأول.
إن عبد القاهر الجرجاني، ينظر إلى الاستعارة باعتبارها وسيلة للأداء والتعبير، يستعان بها على تصوير المعاني وإبرازها، وأن جمالها إنما يكون بحسن تمثيلها لما يراد منها تمثيله، وإبرازه في أحسن معرض، ليحدث في النفس التأثير المطلوب، لكن البلاغيين الذين جاؤوا بعده، لم ينظروا إلى الاستعارة على هذا النحو، وجعلوها غاية في ذاتها، ومن ثم أسر فوا في التقسيم والتحديد، وغالوا في الجدل المنطقي، وانشغل كل منهم بالاستدراك على الآخر، وبمحاولة الإضافة إلى الأقسام التي توصل إليها سابقه، حتى تجاوز عدد أقسامها عشرة أقسام، وظل هذا التقسيم مدار البحث البلاغي، فقسموها باعتبار ذاتها، إلى حقيقة وخيالية، وباعتبار لفظها، إلى أصلية وتبعبة، وباعتبار طرفيها، إلى تصريحية ومكنية، وباعتبار لازمها، إلى مجردة ومرشحة ومطلقة، وباعتبار حكمها، إلى حسنة وقبيحة، وباعتبار كيفية استعمالها، إلى استعارة محسوس للمحسوس، ومعقول للمعقول، أو محسوس لمعقول، أو معقول لمحسوس. مما ذهب برنوق الاستعارة التصويري، وبهائها الفني، فعادت علما جافا لا حياة فيه، ولا نرى ضرورة في ذكر هذه التقسيمات والدخول في كل التفاصيل، ولذلك سنكتفي بذكر الأقسام الكبرى في الاستعارة.
أ – الاستعارة باعتبار طرفيها:
تنقسم الاستعارة باعتبار ما يذكر من طرفيها إلى تصريحية ومكنية.
أولا: الاستعارة التصريحية: وهي ما صرح فيها بلفظ المشبه به، دون المشبه، أو ما استعير فيها لفظ المشبه به للمشبه. ومثالها من القرآن الكريم قوله تعالى: {الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }(إبراهيم1) ففي هذه الآية استعارتان في لفظي (الظلمات والنور) لأن المراد الحقيقي، دون مجازهما اللغوي هو الضلال والهدى. فاستعير للضلال لفظ الظلمات، وللهدى لفظ النور، لعلاقة المشابهة بين الضلال والظلمات والهدى والنور، (بجامع وضوح المعالم والدلائل) والقرينة حالية. وهذا الاستعمال – كما نرى- من المجاز اللغوي، لأنه اشتمل على تشبيه حذف منه لفظ المشبه، واستعير بدله لفظ المشبه به، وعلى هذا فكل مجاز من هذا القبيل يسمى استعارة. ولما كان المشبه به مصرحا بذكره، سمي هذا المجاز اللغوي، أو هذه الاستعارة (استعارة تصريحية) لأننا قد صرحنا بالمشبه به، وكأنه عين المشبه، مبالغة واتساعا في الكلام.
ومنه أيضا قول المتنبي:
فَلَم أَرَ قَبلي مَن مَشى البَحرُ نَحوَهُ *** وَلا رَجُلاً قامَت تُعانِقُهُ الأُسدُ
ففي البيت الشعري استعارتان: (البحر والأسد) ذكر المشبه به، ( البحر) وأطلقه على الرجل الكريم المعطاء على طريق الاستعارة. وفي الشطر الثاني ذكر المشبه به، (الأسد) وأطلقه على الرجال الشجاع على طريق الاستعارة.
ثانيا: الاستعارة المكنية: وهي ما حذف فيها المشبه به، أو المستعار منه، حتى عاد مختفيا إلا أنه مرموز له بذكر شيء من لوازمه، يدل عليه بعد حذفه. ومثال ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا تنفس}(التكوير 18)، فالمستعار منه هو الإنسان، والمستعار له هو الصبح، ووجه الشبه هو حركة الإنسان، وخروج النور، فكلتاهما حركة دائمة مستمرة، وقد ذكر المشبه وهو الصبح، وحذف المشبه به وهو الإنسان، فصارت الاستعارة مكنية، ومنه قول أبي ذؤيل الهذلي:
وَإِذا المَنِيَّةُ أَنشَبَت أَظفارَها *** أَلفَيتَ كُلَّ تَميمَةٍ لا تَنفَعُ
فقد شبه المنية بالحيوان المفترس، ثم حذف المشبه به ورمز له بشيء من لوازمه وهي الأظافر، التي أضافها إلى المشبه، وكأنها من خواصه، وقد نقلت هذه الاستعارة (المنية) وهي من الأمور المعنوية إلى ما يشاهده الناس بحواسهم من الحيوانات المفترسة التي تفتك بالنفوس وتقضي عليها، كما أومأت هذه الاستعارة إلى الشدة في قضاء المنية على النفوس.
ب – الاستعارة باعتبار لفظها:
يقسم البلاغيون الاستعارة باعتبار اللفظ المستعار إلى قسمين: أصلية وتبعية.
أولا: الاستعارة الأصلية: وهي ما كان اللفظ المستعار أو اللفظ الذي جرت فيه اسما جامدا غير مشتق. وهذا هو الأصل في الاستعارة، ومثاله من القرآن الكريم: {الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }(إبراهيم1) فالاستعارة هنا في كلمتي (الظلمات والنور) وكلاهما جامد غير مشتق، لأن المراد بهما جنس الظلمات وجنس النور.
ومثاله أيضا قول شوقي في رثاء سعد زغلول:
شَيَّعوا الشَمسَ وَمالوا بِضُحاها *** وَاِنحَنى الشَرقُ عَلَيها فَبَكاها
فالاستعارة في كلمة الشمس وهي هنا اسم جامد، فكانت الاستعارة أصلية.
ثانيا: الاستعارة التبعية: وهي ما كان اللفظ المستعار فيها، أو اللفظ الذي جرت فيه الاستعارة اسما مشتقا أو فعلا مشتقا أو صفة مشتقة، ونضرب مثالا لما كانت الاستعارة فيه في الفعل بقوله تعالى: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ }الحاقة11.
في الآية تم اشتقاق الفعل طغى (بمعنى تجبر وتكبر) من الطغيان، بمعنى (التجبر والتكبر) على سبيل الاستعارة التبعية، والذي أعطى الآية الكريمة خصوبة في التعبير، وجعلها غنية بالدلالات، الاستعارة التبعية في الآية. فالمعنى لا يقف عند الزيادة والعلو، بل يتعداه إلى دلالات أخرى لا يصل إليها اللفظ الحقيقي، كالقهر والتجبر والتكبر، وهذا ما لاحظه الشريف الرضي بحسه الفني فقال: "وهو تشبيه للماء في طمو أمواجه وارتفاع أثباجه، بحال الرجل الطاغي الذي علا متجبرا وشمخ متكبرا" (تلخيص البيان في مجاز القرآن، ص: 345). أما ما كانت الاستعارة فيه في الصفة، قوله تعالى: { إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ }(هود87) وهم يقصدون السفيه، وإنما استعاروا (الحليم والرشيد) على سبيل التهكم والاستهزاء من النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما ما كانت الاستعارة فيه في الاسم قوله تعالى: {وأما عاد فَأُهْلِكُوا بريح صرصر عاتية } (لاحاقة6) ففي الآية استعارة تبعية، حيث استعير العتو للشدة، ثم اشتقت (عاتية) بمعنى شديدة من العتو على سبيل الاستعارة التبعية.
-جـ الاستعارة باعتبار ذاتها:
تنقسم الاستعارة باعتبار ذاتها إلى قسمين:
أولا: الاستعارة التحقيقية: وهو ما كان المستعار منه محققا حسا وعقلا. فأما الحسي كالأسد المستعار للشجاع (رأيت أسدا) والعقلي كالنور المستعار للحجة (أبديت نورا)، أي أبديت حجة. والصراط المستعار للدين كما في قوله تعالى: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ }الفاتحة6 أي الدين الحق، ومن الاستعارة التحقيقية في القرآن الكريم قوله تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ }يس37. فإن الاستعارة هنا مفهومة لأن المراد بالسلخ لغة هو كشط الجلد، والمراد به هنا عقلا إزالة الضوء. فالاستعارة محققة الوقوع عقلا وحسا، لأن مفهوم لفظ السلخ بعد صرفه عن معناه الحقيقين لا يتجه إلا إلى إيضاح أمر المستعار وتجليته حقيقته.
ثانيا: الاستعارة التخييلية: وهو ما كان المستعار منه موهوما غير محقق، لا عقلا ولا حسا.كالأظافر المستعارة للمنية، في قول الشاعر:
وإذا المنية أنشبت أظفارها *** ألفيت كل تميمة لا تنفع
ومثال ذلك من القرآن الكريم، كل الآيات التي يتوهم منها التشبيه، أو يتخيل فيها التجسيم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فقوله تعالى: { بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ }المائدة64 وقوله سبحانه{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ }الرحمن27 وقوله تعالى{ خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}ص75 وقوله جل وعلا { وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ }الزمر67 كلها استعارات تخييلية، إذ تخيل اليد والوجه واليمين، بالنسبة إليه تعالى إنما يصح على جهة الاستعارة، لا الاستعمال الحقيقي.
د-الاستعارة التمثيلية:
يقسم البلاغيون الاستعارة من حيث الأفراد والتركيب إلى قسمين:
أولا: استعارة مفردة: وهي ما كان المستعار فيها لفظا مفردا كما هو الشأن في الاستعارات السابقة.
ثانيا: استعارة مركبة: وهي ما كان المستعار فيها تركيبا، ويطلقون على هذا القسم "استعارة تمثيلية" ويريدون بها كل تركيب استعمل في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي، أو هي مجاز مركب علاقته المشابهة مثل قوله تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ }(النحل26)، فقد شبه الله عز وجل حال أولئك الماكرين بحال قوم بنوا بنيانا شديد الدعائم، فانهدم ذلك البنيان، وسقط عليهم فأهلكهم، واستعير التركيب الدال على حال المشبه به للمشبه، على سبيل الاستعارة التمثيلية، والقرينة حالية، ومنه قول المتنبي:
وَمَن يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مَريضٍ *** يَجِد مُرّاً بِهِ الماءَ الزُلالا
يذكر أبو الطيب المتنبي حالة ما يألف الناس ويعهدون، وهي عدم إحساسهم بما نحمل الأشياء من سمات، بل ربما شعروا بعكس ما تتصف به هذه الأشياء فهم في حالة المرض، يفقدون حاسة الذوق، ومن ثم تتغير الأطعمة والأشربة عندهم، وهو يبين أن النقص ليس في هذه الأشياء، بل في متذوقها ومتلقيها.

ليست هناك تعليقات:

أهداف منتدى الفصيح : توسيع دائرة التواصل بيننا وبين الباحثين، تقريب المعلومة من الطلبة على وجه الخصوص،وجعل المنتدى جسرا لمواقع وموسوعات علمية متنوعة، ونقل الخبر، عبر ربط المنتدى بأهم الجرائد والقنوات العالمية.
Google
دليل العرب الشامل الجزيرة نت سوالف المنتديات

أخبار الجزيرة